المؤلف: حسام شلقامي
لا تتعجبوا إن قلت لكم أنني حتى بعد تجاربي تلك لم أكن أعلم هل أنا مسلم أم مسيحي،
بيت نعيمة لم يكن عليه هلال أو صليب ولا رسمة كعبة أو كنيسة،
لم أر نعيمة تصلي أبدا، كما لم أر احدا في حارتنا كلها يصلي،
في بيت نعيمة لم أر مصحفا، سمعتها تحلف به فقط ولكنني سمعتها أيضا هي وكل نساء الحارة يحلفن بالمصحف والإنجيل وبالنبي والمسيح أيضا،
فأنى لي أن أعرف؟ لم يعلمني أحد، اعتقدت أن الفقراء لا يصلون،
يكفيهم ما يحيونه من حرمان، لن يعذبهم الله في الآخرة وقد لقوا في الحياة ما يكفي،
ربما يعتقدون ذلك، ربما يرون بيوتهم العفنة الرائحة التي يملأ روث الطيور ونجاسة الماشية كل ركن فيها حتى الفرش البالية التي ترقد عليها أجسادهم،
ربما يرونها غير لائقة أن تقام فيها الصلوات أو يقتنوا فيها مصحفا أو إنجيلا،
فأين نصلي وفي أي مكان نحفظ كتبنا المقدسة التي فيها كلام الله؟